حريق يجبر 80 ألف شخص على التزام منازلهم جنوب إسبانيا
حريق يجبر 80 ألف شخص على التزام منازلهم جنوب إسبانيا
أجبر حريق هائل اندلع، الأربعاء، في مستودع للمواد الكيميائية بمنطقة "لا ريد" الصناعية قرب مدينة إشبيلية جنوب إسبانيا، نحو 80 ألف شخص على البقاء داخل منازلهم، بعد أن غطت سحب من الأدخنة السامة سماء عدد من البلدات المجاورة في إقليم الأندلس.
انطلق الحريق المروع بعد الساعة 1:20 ظهرًا، وفق ما أفادت به خدمة الطوارئ في إقليم الأندلس، إثر انفجار قوي في منشأة صناعية تُستخدم لتخزين وتوزيع المواد الكيميائية، وفق "يورو نيوز".
وأفادت الشركة المشغّلة بأنها قامت على الفور بإجلاء جميع موظفيها كإجراء وقائي، بينما أُصيب شخص واحد بحروق وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأكدت السلطات أن الحريق أثار "قلقًا بالغًا" نظرًا لطبيعة المواد الكيميائية المتفجرة، التي لم تُحدد هويتها بعد، ما زاد من خطورة استنشاق الأدخنة المتصاعدة على الصحة العامة.
وشوهدت سحب الدخان الكثيف تتصاعد لمسافات بعيدة وصلت إلى أكثر من 80 كيلومترًا، ما دفع البلديات المجاورة إلى تفعيل أنظمة الطوارئ.
إجراءات طارئة وتحذيرات للسكان
فعّلت حكومة إقليم الأندلس حالة الطوارئ من المستوى الأول، فيما أرسلت الحماية المدنية تنبيهات عاجلة إلى هواتف سكان بلدية ألكالا دي غوادايرا عبر نظام (Es-Alert)، دعتهم فيها إلى عدم مغادرة المنازل، مع الالتزام بإغلاق الأبواب والنوافذ وارتداء الكمامات للوقاية من الدخان السام.
واستُدعيت فرق الإطفاء من سبع محطات مختلفة في المقاطعة، من بينها ألكالا دي غوادايرا، أوتريرا، أراال، لا رينكونادا، مايرينا ديل ألكور، وسانلوكار لا مايور، في محاولة للسيطرة على النيران ومنع امتدادها إلى منشآت صناعية أخرى قريبة.
تعود المنشأة المتضررة إلى شركة تنشط في مجال توزيع وتسويق المواد الكيميائية منذ عام 1985، وتمتد مرافقها على مساحة تُقدّر بـ11 ألف متر مربع، منها 4,500 متر مغطاة.
خزانات للسوائل السائبة
تضم المنشأة خزانات بسعة 1,000 متر مكعب للسوائل السائبة، فضلًا عن أكثر من 5,000 منصة تحميل، ما زاد من تعقيد مهمة الإطفاء.
ولم تُحدد السلطات حتى الآن نوع المادة المسببة للحريق، فيما لا تزال التحقيقات مستمرة لكشف ملابسات الانفجار.
وتتواصل الجهود للسيطرة على الحريق والحد من تداعياته البيئية والصحية، وسط تحذيرات من تأثير طويل المدى إذا ما استمر انبعاث الدخان السام في الأجواء.
قلق بيئي وصحي
أثار الحادث موجة من القلق في صفوف السكان المحليين، خاصة بعد تزايد عدد الحالات التي تُعاني من صعوبات تنفسية، في ظل ارتفاع حرارة الجو وكثافة الأدخنة في الأحياء السكنية.
وتخشى السلطات الصحية من تفشي حالات التسمم أو تفاقم أمراض الجهاز التنفسي، في حال استمرار التعرض لهذه المواد السامة.
وتعمل السلطات الإسبانية حاليًا على تقييم الأثر البيئي للحريق، في وقت تُواصل فيه فرق الطوارئ جهودها لمنع انتشار اللهب إلى منشآت صناعية أخرى، وسط ترقب سكان المنطقة نتائج التحقيقات الرسمية وخطط الإجلاء المحتملة في حال تدهور الوضع.